مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

[فمهمة المؤمن يجب أن ترقى بحيث تصل إلى درجة تستطيع أن تجتاح الباطل وتزهقه من داخل النفوس، ومتى ما انزهق الباطل من داخل النفوس انزهق من واقع الحياة، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية11).]. فنفهم أن المعركة الأولى والمعركة المستمرة التي لا تتوقف هي معركة الوعي معركة الوعي. المعركة التي تستهدف نفسية الإنسان قبل أن تستهدف حياته، قبل أن تستهدف وجوده تستهدف نفسيته. لو نأتي مثلاً إلى الجهد الذي يبذله الأمريكيون الآن جهد كبير وعمل كبير يصب في اتجاه التأثير على نفسيات الناس، تضليلهم تدجينهم التأثير عليهم إبعادهم عن المسئولية تضليلهم خداعهم، جهد كبير جداً ربما قد يكون معظم الجهود التي يتحرك فيها الأمريكيون تصب في هذا الاتجاه المعركة العسكرية هي جزء واحد فقط, وعادة ما تكون المعركة العسكرية مؤقتة، معركة لها وقت محدد وتقف، لكن معركة الوعي معركة الوعي معركة مستمرة هي المعركة الأولى وهي المعركة التي لا تتوقف مستمرة.

فما المسألة أبداً إن احنا ممانعين من حل، وما المسألة مسألة مبادرات، أنا با أقول لكم، با ينفعنا في هذا البلد مسألة واحدة هي التي نفعتنا إلى هذا اليوم، الصمود، الصمود والثبات، أما مسألة المبادرات والمساومات والصفقات ما با توصلنا إلى نتيجة،

إن هدفنا من إحياء هذه المناسبة العزيزة أن تكون منطلقاً لإحياء الرسالة المحمدية وإحياء شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في وجدان الأمة وفي مشاعرها، وحتى يكون للرسول حضور في واقع الأمة بهديه ونوره وأخلاقه وروحيته العالية، حضورٌ في القلوب، وحضورٌ في النفوس، عزماً وإرادة، حضوره كقدوة وقائدٍ وأسوة، نتأثر به في سلوكنا وأعمالنا ومواقفنا وقراراتنا، نتأثر به ونهتدي به، وبالهدى الذي أتى به من عند الله في واقع حياتنا. في مرحلة عاصفة لأمتنا يسعى أعداؤها الألداء أن يفصموها وأن يبعدوها عن منابع عزها ومجدها، وأن يكون انتماءها إلى الإسلام ونبيه وقرآنه شكلاً لا مضمون له، وزيفاً لا حقيقة له، وأن يكونوا هم من يتحكمون بالأمة في واقعها السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وبطغيانهم وبفسادهم وبإجرامهم وبحقدهم وعداوتهم يؤثرون في واقع الأمة ليس فيما يصلحها، وليس بما هو خير لها، بل يؤثرون في واقع الأمة بما يزيدها فرقة وشتاتاً، وذلةً وهواناً، وجهلاً وتخلفاً، وانحطاطاً ودناءة، وضعفاً وعجزاً، وشقاءً وعناءً، ويستمرون في نهب ثرواتها وسرقة خيراتها، والاستفادة من جغرافيتها، فهم أعداء لا يهمهم مصلحة هذه الأمة.

نحن توجهنا بدافع المسؤولية ومعروف هذا، مهما قال القائلون ومهما تكلم الكاذبون، مهما حاولوا أن يزيفوا الحقائق، مقابر الشهداء تشهد، تنطق بالحق الذي لا يمكن أن يزيفه أحد، “سيروا زوروا مقابر الشهداء،

صحيحٌ أنصار الله وقفوا وليس وحدَهم، مع كُلّ الأَحْرَار من أَبْنَاء هذا البلد وكل الأوفياء في هذا البلد، وقفوا بصمود وبتضحيات كبيرة وبإباء وبعزة، وبوفاء للدفاع عن هذا البلد ومواجهة هذا العدوان،